الفصل الأول : قصر الاستدعاء (1)

--- --- --- --- --- ---

تدفق ضوء وهّاجٌ من تشكيل استدعاء هائل وبدأت السماء تتوهج بشكل مرعب . بينما كان ينظر إلى خفوت إضاءة السماء ، تذكر سونغتشول الوقت الذي تم استدعاءه فيه لأول مرة إذ كان ذلك منذ أكثر من عقدين .

آنذاك ، كان ساذجا وغير مستعد . الأخطاء كانت شائعة ، ولم تكن إلا محض معجزة أنه قد تمكن من البقاء على قيد الحياة . الآن ، لن يستغرق منه الأمر سوى ساعة لإبادة كل من في قصر الاستدعاء ، لكن الرعب الذي كان يعتريه عندما تم استدعاءه لأول مرة قد عاد من جديد ليقتحم جزءاً من ذكرياته . اقترب سونغتشول من مجاري قصر الإستدعاء بينما كان يهز نفسه ليحررها من أعباء هاته الذكريات .

أمام المجاري كان المستذئب واقفا .

"غررر ... متى سينتهي ؟ من الأفضل أن يأتي دوري عما قريب. "

مخلوقاتٌ كانت في يوم من الأيام بشرا ، كان المستذئبون أناسًا تناسوْ عن إنسانيتهم ​​لإحتضان الجانب الوحشي.

أحيانا يتم إغواء أولئك الذين لديهم طبيعة مُتحجرة وعنيفة بالسير في هذا الدرب الدنيئ الذي منحهم قوة عالية مقدمة على حساب توفر إمكانات منخفضة للنمو.

المستذئبون ، الذين كانت حدودهم واضحة ، لم يكن لديهم سوى فرحة واحدة وهدف واحد في حياتهم ، ألا وهو تمزيق البشر المبتدئين بأسنانهم ومخالبهم الفتاكة .

كان المستذئبون أكثر الأعداء أشد رهبة في نفْسِ سونغتشول عندما تم استدعاءه لأول مرة إلى قصر الإستدعاء . لكن قد تغيرت الأمور ، فالٱن لن يستطيعوا النجاة من مجرد لكمة واحدة منه .

سار سونغتشول بشكل مريح في اتجاه المخلوق من الظلال .

" جررر ... من أنت ؟ " قال الذئب الذي يحرس المجاري المائية وهو ينفخ في الهواء محملِقا حوله في غضب عارم .

وووشش

في لمح البصر لفَّ قبضة قوية حول رقبة المستذئب حتى اتسعت عيناه الصفراء هلعا وخوفا .

'مااا هذه القوة ؟! '

حتى أنه كان غير قادر على الصراخ للحصول على المساعدة ، كان بمقدور المستذئب التحديق فقط في وقتٍ يقوم فيه ذلك الإنسان الغامض في لف حبل حول رقبته بيد واحدة بينما يمسكه باليد الأخرى .

رطم !

كافح المستذئب ضد هاته القوة الجبارة لفترة من الوقت قبل أن يُشلّ و يُنهك . أخرج سونغتشول قلما وورقة وخربش : " لا يسعني الإستمرار في العيش مثل الكلب ".

وبصمت دفع قطعة الورق في جيب المستذئب وسار بعمق وسط عتمة المجاري ، متجها نحو القصر .

بعدما مر عبر الممرات المائية المُدْلَهِمَّة ﴿1﴾ ، ظهر رواق مضاء بشكل يمتع الأنظار . بدأت ذكرياته بالعَمَل ووجه نفسه نحو ساحة الاستدعاء .

كان هناك عدد قليل من الحراس على طول الطريق ، لكن نظرا لمستواهم ، لن يكونوا قادرين حتى على الشعور بوجوده فسار سونغتشول بحرية حتى وصل إلى ساحة الاستدعاء .

كانت الساحة تتميز بنقوشها الضخمة ووجود العديد من السحرة الذين كانوا يهتفون باستدعاء التعويذات . كانوا يُجرون استدعاءً على نطاق واسع .

كانت هذه ممارسة مرجومة﴿2﴾ حيث تم استدعاء البشر رغما عن أنوفهم من عالم يسمى الأرض . كان هذا الإستدعاء الهائل يحمل عشرة آلاف شخص كل مرة تم فيها ، لكن من يظل حيا للأخير لا يتجاوز حتى خمسمائة شخص من قصر الإستدعاء في قطعة واحدة . والبقية ، نهايتهم تؤول لمٱسي يُرثى لها فإما يضحون تجارب سحرية أو يباعون كعبيد .

كانت هناك أربعة ساحات تم فيها الاستدعاء ؛ لقد كانو : لازوردي ، قرمزي فاتح ، بلانش ، قرمزي غامق . بمقدِرة كل ساحة استدعاء 2500 شخص لكل استدعاء . اختار سونغتشول الإختباء بهدوء في ساحة بلانش . تم الدفاع عن ساحة بلانش بما يُقدّر ب 200 من المستدعِين ، الجارديان غولمز والجنود . كانت هناك جنية صغيرة مَقيتة﴿3﴾ تقفز بينهما .

"كيكيكي ! أي نوع من البشر الممقوتين سيحضر اليوم ؟ لا أطيق الإنتظار بعد الآن ! أيها السحرة النجسون ! أسرعو ، أخرجوا لنا البشر القذرين ! "

المخلوق الصغير القبيح ذو العيون الحمراء لم يكن في الواقع جنية . لقد كان قزما ، نوع من الحياة اصطناعية تم إنشاؤه داخل قبو ساحر ما . هؤلاء كانوا مسؤولين عن الدورة "التمهيدية " للمدعوين حديثا , وكان ولَعُهم وفرحهم الأعظم في رؤية الخوف والرعب الكامن في وجوه الموتى . هذا القزم ، الذي كان يرتدي قبعة خضراء ، كان أيضاً واحدا من هؤلاء الأوغاد الساديين . ولسوء حظه ، لم يكن الحظ بجانبه .

" كيكيكيكي ! " بأي طريقة يجب أن أقتل هؤلاء المبتدئين للحصول على الثناء ؟ هموم سعيدة إهههم ؟!"

تم سحب القزم المشغول بعملية الاستدعاء بسرعة مفاجِئة إلى الوراء .

مَن جر القزم بهكذا طريقة لم يكن سوى سونغتشول . اعترت عيون القزم القرمزيه نظرات عرَّبت عن الرعب .

" كيف يمكن لمجرد إنسان عادي أن يفعل هذا بنبيل مثلي ؟! "

بالرغم من أن طول الأقزام شبيهٌ بالرضع ، إلا أن قوتهم ومهارتهم كانت أقوى بخمس مرات من متوسط البالغين . و من المألوف أن نرى اثنين من الأقزام يمزقان أحشاء إنسان . ومع ذلك ، فإن القزم خضع عاجزا بعد أن تم إمساكه من قبل رجل متوسط المظهر كما يظهر .

" سلِّم لي سجل المهام "

أعرب سونغتشول عن طلبه بخشونة .

" سجل المهام ؟ هل تعرف حتى أين يقع هذا ... ؟!

"كيييييي!"

تصرف أولا ثم اطرح الأسئلة لاحقا . مزق سونغتشول الساق الأولى للقزم ، وتناثر دمه الأحمر في كل الأرجاء .

"سلمها ، هيا "

وبينما تحدث ، أقلع ساقا أخرى . إذ لا يهم حقا موته من سواءه لأنه كان هناك عدد لا يحصى من الأقزام المتبقية لتحل محله .

في الحقيقة ، هذا الميت سيكون وسيلة ناجِعَةً لاقناع القزم التالي كي يمتثل لمطالبه .

على عجل أجاب القزم قبل أن يتمكن سونغتشول من الامساك بذراعه .

" أنا - أنا سأسلمها ! يا سيدي الإنسان ! "

بصق القزم دما وأخرج كرة من عينه المترفعة وظهرت رسالة عندما أمسك سونغتشول بالعنصر .

[تم الحصول على سجل مهام ساحة الإستدعاء]

وبإيماءة بسيطة ، بدأت الكلمات تملأ رؤية سونغتشول .

--- --- --- --- --- ---

[استدعاء سجل مهام الساحة]

شخص كاريزماتي - بعد استدعائك ، قدم نفسك لأكثر من 10 أشخاص في غضون 10 دقائق. / المكافأة: بذرة النار

رجل رياضي - في غضون 3 أيام ، قم بتأدية 300 من تمارين السيت آب وثلاث ساعات من الجري./ المكافأة: أثقال لتعزيز القوة.

طباخ - باستخدام أكثر من ثلاث مكونات يتم توفيرها من طرف مهام قصر الإستدعاء ، قم بتحضير وجبة. / المكافأة: خبز أبيض (مؤن)×3

--- --- --- --- --- ---

تمت كتابة جميع المهام ومتطلباتها التي قدمها قصر الاستدعاء بإيجاز داخل الكرة المأخوذة من القزم.

بحث سونغتشول بسرعة في جميع المهام للعثور على تلك التي كانت مفيدة له .

مُلاحظ - اقرأ بصوت عال النقش المعلق عند المدخل الرئيسي. / المكافأة : الحدس +1

'لا بد لي من رفع نقاط الحدس. خاصة بسبب تلك اللعنات.'

وبينما استأنف البحث عن المزيد من المهام ، كان يسمع صوتا لاذعا بجانبه.

" س .. سيدي الإنسان . ستسمح لي بالذهاب أليس كذلك ؟ هذا جد مؤلم ."

كان القزم بلا أرجل ، أما عن الرد فقد كان ... السحق!!!

موت رحيم غير لاذع . ألقى سونغتشول الجثة الحثيثة﴿4﴾ في الهواء وتناثر الدم في كل مكان ، لكن هذا لا يهم ؛هذا المكان بأكمله سيفيض بدماء الناس بعد هنيهة .

'هل هذه فقط كل الأشياء الشائعة؟ ألا توجد مهام مخفية مدرجة هنا' سأل سونغتشول .

كان هذا اكتشافا مُبهرا نظرا لأنه استخلصه من قزم منخفض المستوى فقط. تراجع سونغتشول مرة أخرى إلى الظلام لانتظار فرصته التالية.

وسرعان ما ظهرت كومة بشرية حديثة من الأضواء الساطعة للتكوين السحري ، لقد وصل المستدعون.

"أين أنا؟"

"ما ... ماذا حدث؟"

بعد أن تم إخراجهم من عالمهم المريح والمتحضر ، تفقدوا محيطهم الجديد بوجوه بريئة ومضطربة . ومع ذلك ، لم يكن هناك وقت لهم لينبهروا.

غادر جميع السحرة والحراس الساحة ، ولم يبق سوى القزم ذو المظهر الجِلف﴿5﴾ لمواجهة البشر.

”كيكيكيكي ! أيها البشر ! مرحبا بكم في ميادين الحكم ! "

لم يعرف الناس ماذا تفعل هاته المخلوقات الصغيرة الحجم التي كانت تقفز وتصرخ حولهم .فقط، نظر بعضهم بهدوء ، وظل بعضهم يصارعون هواتفهم ، وآخرون ظلوا يوجهون أسئلة للآخرين. لقد كان رد فعل كل شخص مختلفا ، لكن الأزمات التي تلاقيهم كانت كلها متشابهة لحد ما .

كان سونغتشول ، الذي انزلق وسط الحشد ، ينتظر بهدوء ظهور رسالة.

'هل ... تنجح؟'

هو ، الذي تم حظره والاعلان عنه كعدو لكل دائرة من دوائر السحرة ، لم تتح له الفرصة أبدا لتعلم السحر و إذا كانت هناك طريقة لتعلم السحر عن طريق ضرب السحرة لبصق المعرفة ، لكان قد جربها الآن . لكن السحر لا يمكن تعلمه بدون الحصول على فِئة ساحر أولا ، وهو ما لم يكن سهلا كما بدا .

جنبا إلى جنب مع التخطيط الدقيق وبعض الحظ ، سيحتاج إلى العثور على مذبح وساحر ماهر يمكن أن يتنفس الحياة في هذا المذبح. لم يكن من الصعب عليه سحق مملكة ، ولكن إذا اكتشف شخص ما أنه كان يحاول تعلم السحر ، فإن جميع السحرة سيضعون حياتهم على المحك لإيقافه . هؤلاء الناس هم الأكثر جنونا من المتعصبين . لقد وضعوا سمعتهم حتى فوق حياتهم .

كان الحل الوحيد الذي يمكن أن يتوصل إليه سونغتشول هو التسلل إلى الأماكن التي منحت الفئات مجانا ، مثل قصر الاستدعاء. إذا كان بإمكان المرء أن يتلقى مهاما في قصر الاستدعاء ، فستكون هناك فرصة له لتعلم السحر. لم يكن متأكدا مما إذا كانت ستنجح ، ولكن هذه كانت الطريقة الأكثر اعتدالا مع أقل ضرر جانبي يمكن أن يخطر بباله. فجأة ، ظهرت رسالة أمام عيون سونغتشول المترقبة.

[مرحبا بكم في قصر الاستدعاء.]

[ستبدأ مهام قصر الاستدعاء الآن.]

[ستبدأ المعركة قريبا ، يرجى الاستعداد.]

لقد حدث ذلك. تم إطلاق مهام قصر الاستدعاء . في ذهنه ، كان سونغتشول يحتفل عندما ظهرت رسالة أخرى.

[تحذير! يمكن أن تموت.]

"أنا؟ أموت؟"

انحنت شفتاه في ابتسامة ساخرة.

--- --- --- --- --- ---

﴿1﴾ : مدلهمة : مظلمة .

﴿2﴾ : مرجومة : ملعونة .

﴿3﴾ : مقيتة : بغيضة .

﴿4﴾ : الحثيثة : الخفيفة .

﴿5﴾ : الجِلف : الخشن .

من قال أننا علينا فقط شرح مفردات المترجم الإنجليزي؟

2022/02/04 · 2,087 مشاهدة · 1608 كلمة
نادي الروايات - 2024